منتديـــــات علي بن خـــــــزان
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات علي بن خزان. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديـــــات علي بن خـــــــزان
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات علي بن خزان. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديـــــات علي بن خـــــــزان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد من باريس
عضو ذهبي
عضو ذهبي



ذكر عدد الرسائل : 694
العمر : 53
الموقع : sultan org/a
المزاج : ابتسامة
أعلام الدول : الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي Female11
تاريخ التسجيل : 23/04/2010

بطاقة الشخصية
أ:

الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي Empty
مُساهمةموضوع: الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي   الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي I_icon_minitimeالأحد مايو 16, 2010 10:24 pm

الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً





د/ وهبة الزحيلي



بسم الله الرحمن الرحيم







تقديم


الحمد لله الذي جعلنا
مسلمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه
أجمعين، وبعد:



فإن الإسلام الحنيف
خاتم الأديان والرسالات الإلهية تميز منذ فجر دعوته في العهد النبوي بالتوسط
والاعتدال والسماحة واليسر ودفع الحرج والمشقة في جميع الشرائع والأحكام الإلهية
والأنظمة الخالدة والصالحة لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة، سواء في العقيدة
والعبادة والأخلاق والمعاملات والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، فهو دين الحنيفية السمحة.



ومقومات هذا النظام
التشريعي المحكم والشامل برزت في جميع مراحل الدعوة إلى الله ودينه، ووضع البناء
الإلهي لبنية الإسلام الصلبة في القرآن والسنة النبوية والتطبيق العملي للوحي
وتنظيم الحياة الإنسانية، على أساس من الحق والعدل والاعتدال، والحكمة والعقل، ومراعاة
أصول الفطرة الإنسانية وقدرات الإنسان وظروف الحياة الواقعية.



لذا اجتذب هذا الدين
السمح أنظار الناس المعتدلين في المشارق والمغارب، وما يزال ينمو بقوته الذاتية،
ويتكاثر أتباعه إلى يوم القيامة، وسيظل شرع الله تعالي ملاذ للمجتمعات، وملجأ
العقلاء، ومنطلق المناهج الإصلاحية، كلما احتدمت الأزمات، واستحكمت المشكلات،
وتكاثرت الهموم والقلاقل والاضطرابات، وضاق الناس بتصرفات الحمقى والجهلاء، أو
المستكبرين والمتسلطين على رقاب الآخرين.



ففي الإسلام السمح
العلاج والإنقاذ، وبه تصلح البشرية ويعم الرخاء والخير والاستقرار والسلم والأمان،
ومن خلاله يتحقق التقدم والازدهار، سواء في الآفاق السياسية أو الاقتصادية ، وأداء
الخدمات والمهارات الفنية الجديدة والوظيفية ، من غير إفراط ولا تفريط، ولا تشدد
ولا تساهل،.



وهذا يدعونا إلى إلقاء
الضوء على أهم معطيات الإسلام وخصائصه، وأبرز مزاياه، ألا وهو الوسطية والاعتدال
في كل شيء.






وتشمل
خطة البحث ما يأتي:



·
مفهوم
الوسطية.



·
تعريف
الوسطية.



·
الوسطية
مطلباً شرعيا وحضارياً.



·
آثارها
على المجتمع.



·
معايير
الوسطية في العبادة والعقيدة.



·
تأصيل
هذه المعاني من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية.



·
الآيات
والأحاديث الواردة في التوسط والاعتدال في العبادات.



·
الآيات
والأحاديث الواردة في التوسط والاعتدال في المعاملات المالية والعلاقات
الاجتماعية.



·
الآيات
والأحاديث الواردة في التوسط والاعتدال في المحبة والمودة والموعظة والإرشاد.










أولاً:
مفهوم الوسطية:



الوسط لغة ما بين طرفي
الشيء أو هو النصف، يقال: جلس فلان وسط القوم، أي صار في وسطهم. وشيء بين الجيد
والرديء، والشجاعة وسط بين التهور والجبن، والاعتدال في النفقة: وسط بين الإسراف
والتقتير أو البخل، والتوسط بين الناس: الوساطة.



والوسط من كل شيء:
أعدله وخيره، وهو معنى قوله تعالي: (وكذلك جعلنا كم أمة وسطا) [البقرة: 143] أي
خياراً عدولاً في الشهادة على الناس. وجاء في الحديث النبوي: [خير الأمور أواسطها[sup][1][/sup]].
وواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها.



ومفهوم الوسطية: أنها
التوسط بين الطرفين، كوسط الدابة والمكان والمرعى والحال المعيشية. وهو ما يعبر
عنه لغة بأنه الاقتصاد، أي الوقوف في موقف الوسط والاتزان، فلا جنوح أو شذوذ، ولا
ضمور، ولا إفراط ولا تفريط، وقد وصف الله تعالى المتوسط في السلوك والتزام الشرائع
الإلهية بالمقتصد، في قوله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم
لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) [فاطر: 32]



والمقصد: المتوسط.


والاقتصاد في المعيشة
أو التدبير أو القوامة: وسط بين السفه أو التبذير وبين البخل والتقتير، كما في
قوله تعالي: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يفتروا وكان بين ذلك قواما)
[الفرقان: 67] وقوله سبحانه: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط
فتقعد ملوما محسوراً) [الإسراء: 29].



ووصف الله شريعته
المعتدلة بأنها على الصراط السوي في قوله: (وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا
تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) [الأنعام: 153].










ثانياً:
تعريف الوسطية:



الوسطية في العرف
الشائع في زماننا تعني الاعتدال[sup][2][/sup]
في الاعتقاد والموقف والسلوك والنظام والمعاملة والأخلاق، وهذا يعني أن الإسلام
بالذات دين معتدل غير جانح ولا مفرط في شيء من الحقائق، فليس فيه مغالاة في الدين،
ولا تطرف أو شذوذ في الاعتقاد، ولا تهاون ولا تقصير، ولا استكبار ولا خنوع أو ذل
أو استسلام وخضوع وعبودية لغير الله تعالى، ولا تشدد أو إحراج، ولا تساهل أو تفريط
في حق من حقوق الله تعالى ولا حقوق الناس، وهو معنى الصلاح والاستقامة، كما قال
الله تعالى عن يحيى عليه السلام المبشر به لأبيه زكريا: (ونبياً من الصالحين) [آل
عمران: 39] ولا تعصب ضد الآخرين ولا رفض لهم، ولا إكراه أو إرهاب أو ترويع بغير
حق، كما لا إهمال في دعوة الناس إلى دين التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة منعاً من
التفريط بواجب تبليغ أو نشر الدعوة الإلهية، وحباً في إسعاد البشرية قاطبة
وإنقاذهم من الكفر والضلالة والانحراف.



ولا تعسير أو إرهاق،
كما لا تفلت من الشرائع الإلهية التي ضمها القرآن الكريم، وهو مبدأ اليسر ودفع
الحرج، أي المشقة الذي هو أحد خصائص التشريع، الأساسية وهي قلة التكاليف، والتدرج
في التشريع، والأخذ باليسر وعدم الحرج، ويمكن أن يعبر عن الإسلام بأنه دين السماحة
وليس التسامح الصادر من الجانبين، أي إنه الدين المعتدل الذي تتجسد فيه السماحة في
ذاته وتعاليمه وأحكامه، فهو الدين الأيسر والأسهل بين الأديان، والأبعد عن الشدة
والقسوة، كما قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) [البقرة:
185] وقال أيضاً: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج: 78].



والوسطية تعني أيضاً
الاعتراف بالحرية للآخرين ولاسيما الحرية الدينية. وهو ما شرعه الإسلام في قول
الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) [البقرة: 256].



والوسطية يراد بها
تصفية النفس من الأحقاد وإضمار العداوة للآخرين والكراهية والبغضاء، لأن الناس
كلهم خلق الله، واقتضت حكمة الله أن يكون فيهم المؤمن والكافر، والبر والشقي أو
الفاجر، والمحسن والمسيء والمؤمن المستقيم والمنافق، والعادل والظالم، والمتكبر
والمتواضع، والحليم المتأني (أو الرفيق) والشديد الغليظ، والجميل والقبيح،
والمستقيم ومحب الخير والشرير، وكل ذلك من مظاهر تكامل الكون والنوع البشري، ونحو
ذلك من الأوصاف المتضادة، والسمات المتعارضة، وهو معنى قوله تعالى: (ولو شاء ربك لآمن
من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) [يونس: 99] والاقتصار
على صفة الإيمان لأنها رمز لكل القيم الخيرة وضدها معروف.



والوسطية تعني أيضاً
الجمع بين الماديات والروحانيات وهي ميزة الإسلام، لأن الإنسان جسد وروح، وله
حوائج مادية وروحانية، ولأن العمل الصحيح يكون للدنيا والآخرة، لقوله تعالى:
(وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله
إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) [القصص: 77].



والوسطية كذلك في
معاملة الآخرين في الداخل والخارج يراد بها التعامل الحر البريء من غير إضمار الشر
أو محاولة التعدي أو الحمل على شيء معين، لذا كان الجهاد في الإسلام يراد به
الدفاع عن حرمات الإسلام والمسلمين، ولا يقصد به حمل السيف بظلم ضد الآخرين، أو
قتل الأنفس البريئة، أو ترويع الغير، أو إخافة الناس، أو إرهاب المجتمع، أو
إجبارهم على الدخول في الإسلام، فذلك كله ليس من مفهوم الوسطية المعبر عنها في
الآية الكريمة: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من
دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين
قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم
فأولئك هم الظالمون) [الممتحنة: 8– 9]. ولا يوجد في الإسلام في غير حال الاعتداء
ودفع الظلم إلا السلام ونشر الأمن والطمأنينة وزرع الثقة والإحساس إلى الآخرين،
فذلك كله سمة الإسلام الحضارية ومقوماته الخالدة، كما ينعدم في الإسلام ما يسمى
بالإرهاب، أي التطرف والغلو، وإلحاق الضرر بالآخرين والتدمير والإفساد والتخريب،
وإشعال الفتنة، وإثارة المنازعات، لقوله عليه الصلاة والسلام: [لا يحل لرجل– أو
لمسلم– أن يروع مسلماً[sup][3][/sup]]
أي غير مسلم، وقوله تعالى: [لا تروعوا المسلم، فإن روعة المسلم[sup][4][/sup]
ظلم عظيم[sup][5][/sup]]
وقوله [لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع[sup][6][/sup]
في يده، فيقع في حفرة من النار[sup][7][/sup]]
وقوله: [من أشار إلى أخيه بحديده[sup][8][/sup]،
فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي[sup][9][/sup]،
وإن كان أخاه لأبيه وأمه[sup][10][/sup]].
وعنوان المحدثون لهذه الأحاديث بقولهم: (الترهيب من ترويع المسلم ومن الإشارة إليه
بسلاح ونحوه، جاداًَ أو مازحاً[sup][11][/sup]).



والوسطية تعني كذلك
عدم التعمق أو الإغراق في الدين، أو الاسترسال في الروحانيات والتصوف، أو الإقبال
الشديد على الدنيا وزخارفها وشهواتها، لقوله
r


[إياكم والغلو في
الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين[sup][12][/sup]]
وقوله أيضاً [إياكم والتعمق في الدين فإن الله تعالى قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما
تطيقون، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً[sup][13][/sup]).



ومن مقتضيات الوسطية
تحقيق التكافل الاجتماعي في الإسلام بين الأغنياء والفقراء، وإيجاد التوازن بين
رأس المال والإنفاق، فتكون الملكية الخاصة مشروعة بشرط جعل التصرف فيها موجهاًَ
للصالح العام، وأن يكون التملك فيما هو مشروع مأذون بتملكه وليس محظوراً أو ضاراً،
وأن يكون التصرف في الملك بالتراضي، ومن غير تبذير، لقوله تعالى: (يا أيها الذين
أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم..)
[النساء: 29].



وقوله سبحانه: (ولا
تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم
قولا معروفاً) [النساء: 5].



والأخلاق في الإسلام
وسط، لقيامها على الاعتدال، فهي من أجل تهذيب النفوس، وترقيق المشاعر، وصفاء
القلوب من الأمراض الحسية والمعنوية، وهي ذات أغراض إنسانية كريمة، لا نفعية مادية
محضة.










ثالثاً:
الوسطية مطلباً شرعياًَ وحضارياً :



في الإسلام من مقاصد
الشريعة وغاياتها الأساسية الكبرى، وهي خمسة: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب
أو العرض، والمال، لتحقيق مصلحة الفرد والجماعة والأمة، وإيجاد التوازن والاعتدال
الذي به تدوم الأوضاع والأحوال على منهج حسن ووضع مستقر، فالتوسط في الأمور ينسجم
مع إمكانات البشر وقدراتهم وعطاءاتهم، وبه ينعم الناس في مظلة الحرية، ومتابعة
الفعاليات والإنجازات، فيتحقق الأمن النفسي والاجتماعي والصحي والمعيشي، ويتجنب
الناس كل ألوان الخوف والقلق واليأس والإحباط، ومن خلاله تنتعش الأحوال
الاقتصادية، ويعم الاستقرار والوئام، بل ويقبل الأفراد والجماعات على التنمية
وزيادة الإنتاج، وتوفير الثروة.



إن الوسطية حق وخير
وعدل، ومطلب شرعي أصيل، ومظهر حضاري رفيع، ليتحقق التكامل والانسجام بين الأوضاع،
والتعاون بين الجميع، ويصير الإخاء والإقدام على العمل أساس كل تقدم ورفاه، كما أن
حالة الوسطية تؤدي إلى أداء الواجبات وحقوق الله تعالى وحقوق الناس، فلا تقصير في
واجب، ولا إهدار لحق، ولا تقصير في الأداء، كما أنه لا تظالم أو تناحر ولا صراع أو
تنافس غير شريف، ولا تناقض في السلوك والممارسات الاجتماعية، ولا تعقيدات أو أمراض
نفسية أو اجتماعية، لأن كل إفراط أو شذوذ يؤدي إلى الاضطراب، وكل تفريط في أداء
واجب يكون سبباً في إثارة المنازعات والخصومات، وإغراق المحاكم بالدعاوي وتعطيل
الأوقات، وتجميد الأحوال.



إن الحياة الهادئة لا
تصلح بغير توسط في الأمور، وإن التوفيق بين متطلبات الدين وشؤون الدنيا والمصالح
العامة والخاصة أمر مرهون بتوافر القدرة على إنجاز المهام كلها.



ولقد أرشد القرآن
الكريم إلى ظاهرة التوازن في الأشياء والأعمال والقدرات والممارسات القائمة على
صحوة الوجدان، وقوة العزيمة، والتمسك بالحق، والتزام العمل الصالح الذي هو سمة المجتمع المتحضر، وذلك في سورة موجزة هي
سورة العصر: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" [1-3].






رابعاً:
آثار الوسطية على المجتمع:



إن المجتمع الصالح
يتكون من الأفراد الصالحين، وبصلاح الفرد صلاح الأمة والدولة والمجتمع، فإذا ما
صلح المجتمع، سادت السكينة والمودة والمحبة وشعر الناس بنعمة الإخاء الإيماني،
وانطلقوا يبحثون عن موارد الرزق، وترقي الأحوال، وتجنب المفاسد والمضار.



وإذا كان هناك شيء من
التكاليف الشاقة للأفراد، واختل ميزان الحق والعدل والتوسط في الأمور، وانعدمت
الحريات التي هي تعبير عن الوسطية، وقع المجتمع فريسة الأمراض الفتاكة،
والانحرافات القاتلة.



إن للوسطية آفاقا
بعيدة المدى، لأنها إيجابية النفع، فتكاد السلبيات أو الأخطاء تنعدم أو تكون في
طريقها إلى الذوبان والنسيان، وذلك لما تفرزه من آثار اجتماعية ملموسة، من إشاعة
المحبة، وتنامي المودة، والابتعاد عن التعصب، والأحقاد، وتوفير الثقة للآخرين
وإحسان التعامل معهم، وصارت أحوال الأسرة والمجتمع في طمأنينة وشعور بالاستقرار،
وتفرغ للإنجاز والعطاء، والتزام الحق والعدل، والبعد عن الشر والفتنة والفساد في
الأرض.



فما من مشكلة اجتماعية
تثور إلا وكان سببها شذوذا في التخطيط والعمل، أو انحرافا عن المقصد الشريف. أما
حال الوسطية فتكون من أهم الأسباب الداعية إلى الاستقرار والوئام، وإسعاد الفرد
والجماعة، وتقدم المدنية وازدهار الحضارة.



خامساً:
معايير الوسطية في العبادة والعقيدة:



للوسطية في العبادة
والعقيدة معايير أو موازين كثيرة أهمها ما يأتي:



ملازمة السماحة
والاعتدال في التكليف، بحيث لا يشق التكاليف على النفوس فيفسد تصرفاتها، ولا يؤدي
إلى الملل والسأم من أداء الواجب وهذا واضح في ميزان الإسلام، فلا نجد عبادة يصعب
بحسب المعتاد أداؤها أو إرهاق النفس بها، أو تعطيلها.



ثم لابد من ترك
المغالاة في الدين أو التشدد والتعمق فيه، لأن الغلو في كل شيء يترتب عليه في
النهاية السآمة والضجر، ثم إهمال الواجب، أو التكاسل في أدائه والانصراف عنه عاجلا
أو آجلا، لأن المشقة الزائدة عن القدرة المعتادة توقع المكلفين في الحرج والمشقة،
وتبعدهم عن الرضا بها، والتنفير منها، أما إن كانت العبادة يسيرة سهلة، بادر الناس
أو أغلبهم إلى امتثالها والاستمتاع بآثارها الطيبة وفوائدها الجمة.



والوسطية تتطلب انسجام
العقول مع التكاليف، فكل ما يتعارض مع الحكمة والعقل، يكون محدثا هزة أو فتورا أو
بعدا عن العمل، وهذا ينطبق على كل من العبادة والعقيدة.



أما العقيدة أو
الإيمان الصحيح فأساس رسوخها في النفس هو الاقتناع العقلي والفكري بها، وعقيدة
المسلمين تنسجم مع مختلف القدرات العقلية، البسيطة منها أو المتوسطة أو المتفوقة
أي النبوغ، لأنها تعتمد على البساطة والوضوح والبرهان الحسي الملموس، وكذلك أصحاب
العقول الكبيرة يزدادون قناعة وإدراكا لها، بل وتعمقا في آفاقها.



وكذلك لابد في العقيدة
والعبادة من توافر الرضا بها والاطمئنان لمعطياتها وإدراك آثارها وفضائلها، وليس
أدل على هذا الإدراك لوسطية الإسلام في هذا المجال العقدي والتعبيري من مبادرة
الإنسان للانضواء تحتها، في أحوال الشدة والمرض والسفر والكوارث ونحوها.



فلا يجد الإنسان ملاذا
في وقت الشدة إلا بالعبادة التي تملأ نفسه رضاً وطمأنينة وحباً وسكينة، لذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكان يقول: "وجعلت
قرة عيني الصلاة"[sup][14][/sup].



وكذلك في وقت التعرض
للمخاطر يهرع جميع الناس إلى دعاء الله ليكشف عنهم الكرب والهم وينقذهم من الموت
والوقوع في الضرر والبأس، وهذا ما حكاه القرآن الكريم في قوله تعالى: "وإذا
غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما
يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور" [لقمان: 32].



والعقيدة الإسلامية
وسط بين الثنوية (القائلة بإلهين اثنين) والمشركين (الوثنيين الذين يعبدون مع الله
إلها آخر) والكفار الذين يجحدون وجود الإله، والذين يعبدون أو يؤلهون بعض البشر
والنجوم والكواكب ويعظمون الشيطان، أو يقولون بتجسيد الإله أو حلوله في إنسان، هذه
العقيدة بين هؤلاء وبين الدعوة بكل بساطة وقبول عقلي لها بأن الإله واحد لا شريك
له وأنه خالق الكون من السماء والأرض وما بينهما، ولا خالق سواه، لذا بادر أهل
الحكمة والفكر والعلم والاعتدال إلى الاعتقاد بما جاء في قوله تعالى: "شهد
الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز
الحكيم" [آل عمران: 18].



وتضافرت الآيات
القرآنية على التنديد بالشرك والمشركين مثل قوله تعالى: "أيشركون ما لا يخلق
شيئا وهم يخلقون" [الأعراف: 191]، "عالم الغيب والشهادة فتعالى عما
يشركون" [المؤمنون: 92].



وأكدت السنة النبوية
الإقرار بالوحدانية ووجوب الشهادة بتوحيد الله والإيمان برسوله خاتم الأنبياء في
أحاديث كثيرة منها "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله ..."[sup][15][/sup]
ومنها "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله،
وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته[sup][16][/sup]
ألقاها إلى مريم وروح منه[sup][17][/sup]،
والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.."[sup][18][/sup]
.



سادساً:
الآيات والأحاديث الواردة في التوسط والاعتدال في العبادات:



الأحكام الشرعية كلها
قائمة على اليسر والسماحة والتوسط والاعتدال، لتكون سهلة التطبيق والممارسة على
مختلف الناس في حال القوة والضعف، وفي وقت الإقامة والسفر، وفي حال الصحة والمرض،
وفي سن الشباب والكهولة والشيخوخة، ونجد مصداق ذلك آي القرآن وأحاديث السنة
الشريفة، والآية الجامعة للعبادات القائمة على اليسر هي: "لا يكلف الله نفسا إلا
وسعها" [البقرة: 268] "فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا"
[التغابن: 16] والحديث الجامع: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل
حتى تملوا"[sup][19][/sup]
"ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"[sup][20][/sup].



وفي شأن الصلاة قال
الله تعالى "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" [البقرة:
43] وقال سبحانه: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون"
[المؤمنون: 1-2]، "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" [العنكبوت :45]،
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" [البقرة
:45].



وفي السنة النبوية قال
النبي عليه الصلاة والسلام: "بعثت بالحنيفية السمحة"[sup][21][/sup]،
"إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا"[sup][22][/sup]
ومعنى ((سددوا)) اقصدوا السداد من الأمر، وهو الصواب، ومعنى ((قاربوا)) اطلبوا
المقاربة وهي القصد أو الاعتدال في الأمر الذي لا غلو فيه ولا تقصير. وقال عليه
الصلاة والسلام أيضا مخاطبا الصحابة: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا
تنفروا"[sup][23][/sup].



وفي شأن الصوم: قال
الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من
قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات " [البقرة 183-184] ثم قال سبحانه:
"فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" [البقرة :185].



وقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعني قال الله عز وجل: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي
وأنا أجزي به الصيام جنة[sup][24][/sup]،
والذي نفس محمد بيده، لخلوف[sup][25][/sup]
فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، للصائم فرحتان إذا أفطر: فرح
بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه "[sup][26][/sup].



ونهى النبي عن الترهب
قائلا: "أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي
وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"[sup][27][/sup]
.



وقال عليه الصلاة
والسلام لمن نذر أن يصوم قائما في الشمس: "أتم صومك ولا تقم في الشمس "[sup][28][/sup]
وقال أيضا: "هلك المتنطعون"[sup][29][/sup]
وقال: "ليس من البر الصيام في السفر"[sup][30][/sup]،
"إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا
أبقى"[sup][31][/sup]
أي إن المنقطع بدابته عن الرفقة لا يقطع المسافة، ولا يبقي الدابة على قيد الحياة
.



ونهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن صوم الدهر وقال فيما أخرجه مسلم: "لا صام من صام الأبد"
ونهى عن صوم أيام العيد إظهاراً للفرح والقوة، والنعمة، وعن النصف الأخير من
شعبان، استعدادا لصوم رمضان، وعن صوم الوصال، قال: "أفضل الصيام (صيام
التطوع) عند الله: صوم داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما"[sup][32][/sup].



وفي الحج المفروض عن
الاستطاعة، قال الله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
" [آل عمران :97] وقال في أصحاب الأعذار: "فمن كان منكم مريضا أو به أذى
من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك" [البقرة: 196] وأذن النبي صلى الله
عليه وسلم في ركوب دابة الهدي (الناقة) وقال لأبي سعيد الخدري في شأن أخته
"ويحك فلتركبها" وكان يقول لكل فعل في الحج: "افعل ولا حرج"
ولكل ترك "لا تفعل ولا حرج".



وأما قراءة القرآن
المأمور بها بتدبر وإمعان فقائمة على اليسر والاعتدال والتخفيف، لقوله تعالى:
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن " [المزمل: 20] ويكون ختم القرآن مطلوبا في
الأسبوع مرة أو في الشهر أو في كل أربعين يوما على الأكثر، ولا يقرؤه في أقل من
ثلاثة أيام حتى يتفقه فيه، لكن حذر النبي صلى الله عليه وسلم من نسيان القرآن بعد
تعلمه في قوله: "ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم"[sup][33][/sup].
ومع ذلك رفع الله الحرج عن العوام في تلاوة القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرة البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع
فيه، وهو عليه شاق، له أجران"[sup][34][/sup].







سابعاً:
الآيات والأحاديث الواردة في التوسط والاعتدال في المعاملات المالية والعلاقات
الاجتماعية:



إن التصرف في الأموال
من عقارات ومنقولات قائم على التراضي لقوله تعالى: "إلا أن تكون تجارة عن
تراض منكم" [النساء: 29] وقوله صلى الله عليه وسلم "إنما البيع عن
تراض"
[sup][35][/sup].


والسماحة في البيع
والشراء فضيلة عظيمة حتى يطيب المأكل والمشرب لقوله صلى الله عليه وسلم "رحم
الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى"
[36]
وفي رواية الترمذي "غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا
اشترى سهلاً إذا اقتضى" دل الحديث على السماحة والسهولة أو المساهلة والجود
في البيع والشراء وقضاء الحق بسهولة عدم إحلاف فيه أو ألحاح وفي رواية: "وإذا
قضى" أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل وفيه الحض على السماحة في المعاملة
واستعمال معالي الأخلاق وترك المشاحة والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة
وأخذ العفو منهم.



أما التسويف أو
المماطلة من الغنى المليء في أداء الحقوق والأثمان والديون فحرام وظلم، ومن كبائر
الإثم والمعاصي لقوله صلى الله عليه وسلم "مطل الغني ظلم وإذا اتبع أحدهم على
مليء فليتبع"
[37].


والمعنى يحرم على
الغني القادر أن يمطل صاحب الدين بخلاف العاجز لقوله تعالى في التخفيف على
المعسرين: "إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم
تعلمون" [البقرة: 280].



والعلاقات الاجتماعية
قائمة في الإسلام على التراحم والتعاون والعفو وإغاثة الملهوف والتفريج على أهل
الكروب والأزمات لقوله تعلى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
[الأنبياء: 107] وقوله سبحانه "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
[الأعراف: 199] "قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن
اللغو معرضون" [المؤمنون 1-3] "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله
يحب المحسنين" [آل عمران: 134].
حتى إن العفو عن القاتل وإسقاط القصاص مطلوب شرعاً لقوله تعالى: "وأن تصدقوا
خير لكم إن كنتم تعلمون" [البقرة: 280] وقوله في الإعفاء عن قصاص الجروح
"وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون" [البقرة: 208].



وقال صلى لله عليه
وسلم "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد
لله إلا رفعه الله"
[sup][38][/sup]
[من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كرب يوم القيامة ومن يسر على
معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ..]
[sup][39][/sup]


ومن أخص ما تنبغي
مراعاته من العلاقات الاجتماعية الإحسان إلى الأهل والقرابة وصلة الأرحام لقوله
تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من أمن بالله
واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب" [البقرة: 177].



وأخبر النبي أن أفضل
الصدقة بعد النفس [دينار تنفقه على أهلك]
[sup][40][/sup]
وقال [خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي]
[sup][41][/sup]
وأوصى في حجة الوداع بالنساء خيراً فقال: [استوصوا بالنساء خيرا].
[sup][42][/sup]


ولابد شرعاً من العمل
على كفاية الفقراء والإحسان إلى الأيتام لقوله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله
قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة" [البقرة: 245] "إنما الصدقات
للفقراء والمساكين" [التوبة: 60]، "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل
الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله
واسع عليم" [البقرة: 261].



وقوله سبحانه في رعاية
الأيتام: "وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه
وقولوا لهم قولاً معروفاً" [النساء: 8] وقوله بعدئذ "إن الذين يأكلون
أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا" [النساء: 10].،
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى
والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" [النساء: 36].



وقال عليه الصلاة
والسلام "إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم
ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وأن الله يحاسبهم
حساباً شديداً ويعذبهم عذاباً أليماً"
[sup][43][/sup]


والمبادئ والأصول
الإسلامية متضافرة في تقرير كفاية الفقراء وأغنيائهم، كما أوضحت في كتابي
"الفقه الإسلامي وأدلته".



*الآيات والأحاديث
الواردة في التوسط والاعتدال في المحبة والمودة والموعظة والإرشاد:



من أصول الهدي القرآني
التوسط والاعتدال في معاملة الآخرين بما يحقق الغاية المنشودة كما جاء في أجمع آية
في كتابة الله للخير ودفع الشر وهي آية: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"
[النحل: 90].



وآية: "وقولوا
للناس حسنا" [البقرة: 83]، "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"
[البقرة: 195] وقال تعالى: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن" [النحل: 125].



والأحاديث كثيرة في
هذا المعنى منها: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
[sup][44][/sup]


"إن الله رفيق
يحب الرفق في الأمر كله"
[sup][45][/sup]


وحب الآخرين ينبغي أن
يكون مجرداً عن المصلحة أو المنفعة المادية وإنما من أجل الأخوة ولله ومن أجل
رضوان الله لقوله صلى الله عليه وسلم "من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وابغض
لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه"
[sup][46][/sup]


[إن لله جلساء يوم
القيام عن يمين العرش وكلتا يدي الله يمين على منابر من نور، وجوههم من نور، ليسوا
بأنبياء ولا شهداء، ولا صديقين، قيل يا رسول الله، من هم؟ قال: هم المتحابون بجلال
الله تبارك وتعالى، المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى].
[sup][47][/sup]


وميزان الحب أن يحب
لغيره ما يحب لنفسه لحديث: [أحب للناس ما تحب لنفسك]
[sup][48][/sup]


[أحبب حبيبك هوناً ما
عسى أن يكون بغيضك يوما ما]
[sup][49][/sup]
و "خير الناس أنفعهم للناس"
[sup][50][/sup]





والخلاصة:
أمر الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السلام بأن لا يغلو في التبشير والتحذير
ليكون للناس من عقولهم وبصائرهم هاد ومرشد وميزان.










[1] ذكره الديلمي بلا سند عن
ابن عباس مرفوعا. وروى أبو يعلي بسند رجاله ثقات عن وهب بن منبه قال: إن كل شئ
طرفين ووسطاً فإن أمسك بأ؛د الطرفين مال الآخر وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان،
فعليكم بالأوسط من الأشياء "






[2] أي الاستواء والاستقامة،
يقال اعتدل من الركون، أي استقام واعتدل المناخ أي صار الجو لطيفا لا حر "
فيه ولا برد .






[3] أخرجه أحمد وأبو داود
بإسناد حسن، والطبراني في الكبير وروائه ثقات، عن النعمان بن بشير والترويع:
التخويف.






[4] تخويفه.






[5] أخرجه البزار والطبراني
وأبو الشيخ ابن حيان.






[6] أي يرمي ويفسد وأصل النزع:
الطعن والفساد.






[7] أخرجه البخاري ومسلم عن
أبى هريرة.






[8] سلاح حاد أو سكين






[9] حتى يمتنع.






[10] أخرجه مسلم عن أبي هريرة.






[11] الترغيب والترهيب 3/483.






[12] أخرجه أحمد والنسائي وبان
ماجه والحاكم عن ابن عباس.






[13] أخرجه أبو القاسم بن بشران
في آماليه عن عمر، لكنه ضعيف ويعمل به في فضائل الأعمال.






[14] أخرجه أحمد والنسائي
والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك، وهو حديث حسن .






[15] أخرجه أحمد والشيخان
والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .






[16] أي خلق وأوجد بكلمة
التكوين الإلهي، وهي ((كن)) .






[17] أي نفخ الله الروح كنفخ
الروح في آدم عليه السلام .






[18] أخرجه الشيخان والترمذي عن
عبادة الصامت رضي الله عنه .






[19] متفق عليه عن عائشة رضي
الله عنها .






[20] أخرجه البخاري ومسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه .






[21] أخرجه أحمد والنسائي
والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك، وهو حديث حسن .






[22] متفق عليه عن عائشة رضي
الله عنها .






[23] أخرجه البخاري ومسلم .






[24] وقاية .






[25] تغير رائحة الفم .






[26] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه
عن أبي هريرة .






[27] أخرجه البخاري ومسلم
والنسائي عن أنس بن مالك .






[28] أخرجه البخاري وابن ماجه
وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما .






[29] أخرجه أحمد في مسنده ومسلم
وأبو داود عن ابن مسعود .






[30] أخرجه أحمد في مسنده
والبيهقي وأبو داود والنسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .






[31] أخرجه البزار عن جابر،
ولكنه ضعيف والصحيح ما أخرجه أحمد في مسنده .






[32] أخرجه مسلم عن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما .






[33] أخرجه أبو داود عن سعد بن
عبادة .






[34] أخرجه مسلم عن عائشة رضي
الله عنها .






[35] أخرجه ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه
وهو حديث حسن.






[36] أخرجه البخاري، وابن ماجه واللفظ له، والترمذي
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.






[37] أخرجه ابن ماجه.






[38] أخرجه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضى
الله عنه.






[39] أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه.






[40] أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما، وروى النسائي والترمذي وحسنه والحاكم وصحح إسناده:
" الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة " .






[41] أخرجه الترمذي عن عائشة وأخرج ابن ماجه عن ابن
عمرو: " خياركم خياركم لنسائكم ".






[42] متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه.






[43] أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير عن الإمام علي
رضي الله عنه.






[44] أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله
عنه.






[45] أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها.






[46] أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي
وغيرهما عن معاذ بن أنس رضي الله عنه.






[47] أ×رجه أحمد بإسناد لا بأس به.






[48] أخرجه البخاري في تاريخه وأبو يعلي والطبراني
والحاكم والبيهقي عن يزيد بن أسيد رضي الله عنه.






[49] أخرجه الترمذي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله
عنه.






[50] وهو حديث ثابت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
baybis3
عضو ذهبي
عضو ذهبي



ذكر عدد الرسائل : 700
العمر : 29
الموقع : soufy.org
المزاج : مسرور
أعلام الدول : الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي Female11
تاريخ التسجيل : 22/04/2010

بطاقة الشخصية
أ:

الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي   الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي I_icon_minitimeالإثنين مايو 17, 2010 10:41 am

الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي 31
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://soufy.org
 
الوسطية مطلباً شرعياً وحضارياً للدكتور وهبة الزحيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــات علي بن خـــــــزان :: قسم المنتديات الأدب العربي والشعر والنثريات. :: منتدى علوم القران و الحديث-
انتقل الى: