يعتبر المذهب المالكي اليوم مذهب مجموع الأمازيغ إذا استثنينا إباضيي منطقة وادي مزاب بالجزائر وجربة بتونس ونفوسة بليبيا. وكثيرا ما يتزاوج هذا الانتماء إلى المالكية بالانتماء إلى الزواي وإن كان سلطان الطرق الصوفية في تراجع محسوس عما كان عليه قبل عقود أو قرون.
ويفسر التآلف القوي بين المالكية والصوفية والتقاليد الشعبية كون الأمازيغ لم يعتبروا الإسلام قط دينا غريبا عليهم، كما يفسر الفشل الذي منيت به الحملات التنصيرية التي قام بها في أفريقيا الشمالية "الآباء البيض" بقيادة الكاردينال لافيغري (أسقف الجزائر في العام 1867) في محاولة لترسيخ السلطة الاستعمارية الفرنسية .
وقد استهدفت الحملات التنصيرية الجزائر أكثر من بقية بلاد المغرب الكبير، وتفسير ذلك أن الجزائر كانت تحت نير استعمار استيطاني مدمر لا تحت نظام حماية كتونس والمغرب الأقصى.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة التنصير لم تستهدف المناطق الناطقة بالأمازيغية دون غيرها وإن كانت استهدفت حقيقة بلاد القبائل بشكل خاص في إطار مخطط استعماري يهدف إلى إضافة اختلاف ديني إلى الاختلاف اللغوي الذي يميز هذه المنطقة عن المناطق الناطقة بالعربية.
لكننا إذا استثنينا اعتناق بعض القرى المذهب الكاثوليكي (خاصة في إيغيل علي بالقبائل الصغرى)، فقد منيت كل محاولات تنصير الأمازيغ القبائليين بالفشل الذريع.
وليس من المبالغة القول إن منطقة القبائل حاليا هدف لحركة تنصيرية تنفي الكنيستان البروتستنتية والكاثوليكية الجزائريتان أن يكون لهما ضلع فيها. وتقود عمليات التنصير هذه الكنائس الإنجيلية التي استقر العديد من بعثاتها في هذه المنطقة (منتدى الكهنة، مجمعات الرب، الكنيسة الإنجيلية الحرة, الخ).
ومع ذلك يبدو أن خطرهذه الحركة التنصيرية مبالغ فيه كثيرا إذ لم يسجل حتى الآن أي اعتناق جماعي للمسيحية. من هذا المنظور يبدو الزعم بأن 30% من سكان ولاية تيزي وزو يرتادون الكنائس أقرب إلى المزاح منه إلى الجد، ولا أدل على ذلك من أن الزوايا ما زالت تحتفظ بدور قوي في منطقة القبائل مستفيدة في ذلك من دعم السلطات الرسمية بما فيها وزارة الشؤون الدينية.