منتديـــــات علي بن خـــــــزان
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات علي بن خزان. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديـــــات علي بن خـــــــزان
مرحبا بك عزيزي الزائر في منتديات علي بن خزان. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديـــــات علي بن خـــــــزان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الذكر الجماعي والجهر بالذكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد من باريس
عضو ذهبي
عضو ذهبي



ذكر عدد الرسائل : 694
العمر : 52
الموقع : sultan org/a
المزاج : ابتسامة
أعلام الدول : الذكر الجماعي والجهر بالذكر Female11
تاريخ التسجيل : 23/04/2010

بطاقة الشخصية
أ:

الذكر الجماعي والجهر بالذكر Empty
مُساهمةموضوع: الذكر الجماعي والجهر بالذكر   الذكر الجماعي والجهر بالذكر I_icon_minitimeالجمعة مايو 07, 2010 6:37 pm

الذكر الجماعي والجهر بالذكر
كانت حلقات الذكر في جماعة موجودة فعلا على عهد سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم وقد راها واشترك فيها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وحث على ارتيادها..
وفي الذكر الجماعي والجهر تنشيط للهمم وبعث الروح والتشجيع على الذكر والاقبال علية وترغيب في العبادة وتعاون على البر والتقوى وهو اكبر في النفس والاثر وحيث كانت المنفعة فثم وجه الله تعالى
الاجتماع على الذكر في حلق سنة ثابتة بأدلة الشرع الشريف أمر الله بها في كتابه العزيز
فقال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
الكهف : 28
وكل ما جاء في كتب الاحاديث الصحيحة وغيرها من لفظ حلقات الذكر او حلق الذكر يفيد عقلا ولغا معنى التجمع للمشاركة
فالاسلام دين التجمع والتكافل والتعاون ولا عبرة بالتأويل المتعسف
جاء في صحيح البخاري :
«باب التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ.
وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد»
قال إمام المحدثين إبن حجر العسقلاني في فتح الباري (2\461):
«وقوله "ترتج " بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك، وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات».
وقد أيد ذلك القول ايضاً الشوكاني في نيل الأوطار (3\388).
وهذا دليل واضح على صحة التكبير الجماعي.
فكيف يرتج بدون أن يكون هناك اجتماع للصوت؟
فهم كانوا يكبرون معاً وهل هناك أصرح من ذلك؟؟
أخرج البخاري في صحيحه:
«عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَطُهْرَتَه».
و أخرج مسلم في صحيحه:
«عَنْ أُمّ عَطِيّةَ، قَالَتْ: كُنّا نُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ. وَالْمُخَبّأةُ وَالْبِكْرُ. قَالَتِ: الْحُيّضُ يَخْرُجْنَ َيَكُنّ خَلْفَ النّاسِ. يُكَبّرْنَ مَعَ النّاسِ».
وهنا تصريح بأنهن يقتدين بتكبير الرجال الجماعي ولا مجال أن يقتدين بالتكبير لو كان كل واحد من الرجال يكبر عاليا وحده بل هن يقتدين بمجموع تكبير الرجال.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
فيما رواه البخاري ومسلم ـ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإن وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم ـ وهو أعلم منهم ـ ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك... قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم).
أخرجه البخاري في صحيحه، ج5 ص 2353 ،واللفظ له ،ومسلم في صحيحه ،ج4 ص2069.
وقد بوب الإمام النووي هذا الحديث في كتابه رياض الصالحين بعنوان :
«باب فضل حلق الذكر» .
والحديث واضح وصريح فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله.
فالحديث يدل على الإجتماع
ودليل صريح على استحباب الذكر جماعة وقد صرح الملائكة بنسبة التسبيح إلى الجميع والتكبير كذلك والتحميد كذلك والتمجيد كذلك فدل ذلك على أنهم يؤدون كلاً من هذه الكلمات جماعة وبصوت واحد وقد سماهم جلساء وهم جمع جليس بمعنى مجالس وهو المشارك غيره في الجلوس لا بمعنى جالس وهو فاعل الجلوس سواء كان وحده أو مع غيره قال في القاموس: ”وجَلِيسُكَ وجِلِّيسك: مجالسك“ فيكون المعنى أنهم قصدوا الجلوس معاً.
وهذه المجالس مجالس ذكر وهنا غير مجالس العلم ومجالس القرآن هي من الذكر بالطبع و الملائكة حين سألهم ربهم سبحانه عما يقوله أهل المجلس؟ أجابوه فلم يذكروا القرآن مع أنه أفضل من هذه الأذكار.
ومن أوّل الذكر هنا بالقرآن فقط فقد قصر اللفظ على بعض معناه وخصه بلا دليل وجعل المذكور صراحة غير مقصود وجعل غير المذكور مقصوداً والقرآن من الذكر والاجتماع علي قراءته جائز.
وقد عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السنة المباركة فاجتمعوا على ذكر الله تعالى وأثنى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على عملهم
فقد روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري قال:
”خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله.
قال: آلله! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك.
قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثاً مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا.
قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟) قالوا: والله ماأجلسنا إلا ذاك.
قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني
أن الله ـ عز وجل ـ يباهي بكم الملائكة)“
أخرجه مسلم في صحيحه، ج4 ص 2075.
واللفظ للجمع وليس للفرد مما يدل انهم كانوا جماعة في حلقة ذكر فقال
الرسول صلى الله عليه وسلم ان الله يباهي بكم الملائكة!!!!
فهل هناك اصرح من ذلك؟؟
وتفسير الحديث بمجالس العلم خلاف الظاهر وحصر للفظ الذكر في بعض معانيه
دون دليل وإلغاء لوجود الحمد الذي صرحوا به وقد تقدم في الحديث تسمية الاجتماع على التسبيح ونحوه مجالس الذكر مع أن الملائكة لم يذكروا فيها القرآن ولا العلم وإنما ذكروا
التسبيح وأمثاله، كما تقدم.
وفي هذا الحديث أيضاً تصريح بتكرار هذا
الاجتماع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده حين كلمهم معاوية
ورد في البخاري وابي داود
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
( كنت اعرف انقضاء صلاه النبي صلي الله علية وسلم بالتكبير)
البخاري 842 وابي داود 1002 و أحمد 1/222(1933
قلنا:- ثبت في الصحيح أن الصلاة كانت تختم جهرا بصوت واحد كما جاء في البخاري فيعرف الناس فراغهم من الصلة وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما فكيف يعرف إذا كان التكبير من واحد فقط؟؟
فكان التكبير جهراً وجماعياً
ولا اعتبار لتكلف البعض وتأويل هذا الحديث تسعفا
فقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني المعنى
( والمعنى كنت أعلم بسماع الذكر انصرافهم كما قال في “الفتح” ج2/ص259

وجاء في صحيح مسلم كتاب الذكر ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر
((لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )).
صحيح مسلم : كتاب الذكر باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر 17/22.

فتأمل باب فضل الاجتماع علي تلاوة القرآن وعلي الذكر!!!

عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) قالوا:- وما رياض الجنية يا رسول الله؟ قال:
-"حلق الذكر"
اخرجه الترمذي 3852 من حديث انس بن مالك وقال حسن غريب
ولغا وعقلا الحلقة لا تكون الا من جماعة والا ما هي الحلقة عند المخالف؟
وتفسير الحديث بمجالس القرآن والعلم فقط وحصر للفظ الذكر في بعض معانيه دون دليل هو من التعسف.

وجاء في صحيح مسلم الترمذي

عن عبد الله بن الزبير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته يقول بصوته الأعلى : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون "
(رواه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواقع الصلاة، والترمذي في كتاب الصلاة)

فتأمل قوله بصوته الأعلى وهل هذا ليس بجهر؟؟

عند ابي داود عنة صلى الله عليه وسلم قال
( لان اقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس احب الى من ان اعتق اربعة من ولد اسماعيل, ولان اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر الى ان تغرب الشمس احب الى من اعتق رقبة)
اخرجه ابو داود عن انس بن مالك 3667
وفي كنز العمال 3553- وكذلك عند ابن ابي شيبة
وقال عبد القادر الارناؤوط في تحقيق كتاب الأذكار النووية
قال عبد القادر الأرناؤوط 1 / 72 : لكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها منها ما رواه أبو داود من حديث أنس و هو حديث حسن و بنحوه رواه أحمد فى المسند عن أبى أمامة .
قلنا وهل جلس رسول الله صلي الله عليه وسلم منفردا؟؟
اذا هم في جماعة يذكرون الله تعالى
والرسول صلي الله عليه وسلم يقول لان اقعد مع قوم أي كان الذكر جماعي لان الجلوس مع جماعة وليس فرد
وعن ابي سعيد الخدري في صحيح مسلم
( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى الا حفتهم الملائكة وغشتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)
اخرجه مسلم في صحيحه 2700\39 عن ابي هريرة وابي سعيد
الخدري معا
قلنا: وكيف يقعد قوم يذكرون الله؟؟ الخطاب للجماعة والقوم يقعدون
لذكر الله ذكر جماعي
وفي الصحيحين يقول الله تعالى
( انا عند ظن عبدي بي وانا معه ما ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منه)
اخرجه البخاري 7405 ومسلم 2675\2
قلنا وكيف يذكر العبد ربة في ملا؟؟ الا إذا كان جماعي وجهر بالذكر
ليكون الذكر في ملا اي وسط جماعه من الناس.؟

وروى الإمام احمد عن ابن عبد الله بن عمر قلت :-
(يارسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال صلي الله عليه وسلم ( غنيمة مجالس الذكر الجنة)
أخرجه الإمام احمد 177\2
أخرج البيهقي، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"يقول الربُّ تعالى يوم القيامة : سَيَعْلمُ أهْلُ الجمع اليوم مَنْ أهل الكرم "، فقيل : ومَنْ أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : " مجالس الذكر في المساجد " .
عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: قال ابن الأدرع رضي الله عنه:
(انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة؛ فمر برجل في المسجد يرفع صوته، قلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائياً؟ قال: “لا، ولكنه أوَّاه”)
[رواه البيهقي. كما في “الحاوي للفتاوي” للسيوطي ج1/
ص391].
وفي هذا الحديث الجهر واضحاً
عن السائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“جاءني جبريل قال: مُرْ أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير”
[رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه السيوطي في كتابه “ الحاوي للفتاوي” ج1/ص389].
عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: إنَّا لَعندَ النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:
“ارفعوا أيديكم فقولوا: لا إله إلا الله، ففعلنا، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إنَّك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة، إنك لا تخلف الميعاد، ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم”
[أخرجه الحاكم. كما في الحاوي للفتاوي ج1/ص391].
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه و لم يصلوا على نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم " .
( الأذكار 255/1 )
** قال الإمام النووى فى " الأذكار " 1 / 256 : قال الترمذى : حديث حسن .
وفي رواية
إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب
مسند أحمد 2/463 وقال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد 10/79.

وفي هذا الحديث نرى أن المجلس ربما يكون للحديث ولكن فضل الذكر كبير ولذلك حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم والحديث عام وغير مخصص بالقول سراً او جهراً والمجلس لا يكون الا في جماعة فتأمل.
في مسند أحمد 3/142 :
(عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك الا وجهه الا ناداهم مناد من السماء ان قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات ) اه
حديث أبي الدرداء رضي الله عنه :
في مجمع الزوائد 10/78 :
( عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ ، يغبطهم الناس ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء " . قال : فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم .
قال : هم المتحابون في الله ، من قبائل شتى وبلاد شتى ، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه .
رواه الطبراني وإسناده حسن .) اه
-حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه :
في مجمع الزوائد 10/76 :
( عن عمرو بن عبسة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل
قيل يا رسول الله من هم قال هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه
رواه الطبراني ورجاله موثقون ) اه
وحديث عائشة رضى الله عنها قالت
: - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول
( اللهم أنت السلام ومنك السلام . تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
فكيف تسمعه السيدة عائشة بدون جهر؟؟
ويوجد الكثير من هذه الاحاديث ولكننا قد اوردنا هذا الأحاديث فقط حتى لا نطيل فيكفي ما أوردنا من أدلة صحيحة ولكن فقط ليعلم القارئ مدي تعسف المعترض
وجميع الأحاديث التي كان فيها تسبيح رسول الله صلى الله عليه وسلم جهراً بعد الصلاة وفي غير أوقات الصلاة وسمعة الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم ماذا تعني.

سؤالنا اليهم اليس الجهر سنة.؟؟
وهناك أحاديث بلغت حدَّ الكثرة، جمع منها العلامة الكبير جلال الدين
السيوطي خمسة وعشرين حديثاً في رسالة سماها “نتيجة الفكر في
الجهر بالذكر”
تراجع هنا
نتيجة الفكر بالجهر في الذكر

وكل هذه الأحاديث الصحيحة والآيات الصريحة وأقوال الائمة
لا سبيل معها إلي التأويل الذي يلجا الية البعض فهي واضحة وصريحة
ومما سبق يتضح الاتي:-
1- كانت حلقات الذكر توجد علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم ولم ينكرها بل حث عليها
2- كان النبي صلي الله عليه وسلم يجهر بالذكر وكذلك الصحابة
وادلة اخرى تصلح للاستدلال عن الجهر والذكر الجماعي
عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال:
كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح

فنقول

سبح رسول الله صلي الله عليه وسلم جهراً وجماعياً وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته يجاهرون بالذكر كلما هبطوا او علوا واديا كما ثبت في الأحاديث فلم ينكر
من ذلك أيضا ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم من أنّهم كانوا يوقظ بعضهم بعضا بنحو التكبير، يشهد : لذلك ما جاء في الصحيحين في قضية الوادي لما ناموا عن صلاة الصبح وكان أول من استيقظ أبو بكر وكان عمر رابع مستيقظ فأخذ في التكبير حتى استيقظ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فتأمّل يرحمك الله كيف كانوا يستعملون الجهر بالأذكار في إيقاظ النيام

ما قاله الإمام الشافعي في ( الأم ) (1/384-385) :
فإذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل ومسافرين ومقيمين في كل حال وأين كانوا ، وأن يظهروا التكبير … اهـ .

ومن الاستدلالات الاخرى
1- كان الصحابة يجهرون بالتكبير في العيدين داخل وخارج البيوت وفي الاسواق وفي مني كما ثابت من الاحاديث ولم ينكر عليهم
2- الجهر بالتامين مع الإمام في الصلاة علي صيغ رتيبة موزونة فكانت قانون الجهر بالذكر الجماعي المرتب
3- شرع رسولنا صلي الله عليه وسلم في صلاة العيدين التكبير خلف الإمام عدد مرات في الركعة الأولى وفي الركعة الثانية بطريقة جماعية جهرية منظمة
4-استمع الرسول إلي أناشيد استقباله في المدينة ولم ينكر عليهم
5- التكبير والتهليل في الحج عند الدخول والجهر به
أقوال العلماء
وقد أورد الصنعاني حديث مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده».
ثم قال : «دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وفضيلة الاجتماع على الذكر. وأخرج البخاري ؛أن ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم. قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ...)
الحديث. وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها.
والمراد بالذكر هو : التسبيح، والتحميد، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، وفي حديث البزار؛ أنه تعالى يسأل ملائكته : (ما يصنع العباد؟) - وهو أعلم بهم - فيقولون : يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم.والذكر حقيقة في ذكر اللسان، ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضار معناه، وإنما يشترط ألا يقصد غيره فإن انضاف إلى الذكر باللسان الذكر بالقلب فهو أكمل، وإن انضاف إليهما استحضار معنى الذكر، وما اشتمل
عليه من تعظيم الله تعالى، ونفي النقائص عنه ازداد كمالاً، فإن وقع ذلك في عمل صالح مما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما فكذلك، فإن صح التوجه وأخلص لله فهو أبلغ في الكمال»
سبل السلام، للصنعاني، ج2 ص 700.
قال العلامة الكبير الشيخ محمود الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى:
{وإنْ تجْهَرْ بالقول فإنَّه يعلم السِّرَ وأخفى} [طه: 7]. وقيل:
نُهِيَ عن الجهر بالذكر والدعاء، لقوله تعالى: {واذكرْ ربك في نفسِكَ
تضرعاً وخفيه ودون الجهر من القولِ} [الأعراف: 205].
وأنت تعلم أن القول: بأن الجهر بالذكر والدعاء منهي، لا ينبغي أن يكون على إطلاقه.
والذي نصَّ عليه الإمام النووي رضي الله عنه في فتاويه: أن الجهر بالذكر حيث لا محذور شرعاً؛ مشروع مندوب إليه، بل هو أفضل من الإخفاء في مذهب الإمام الشافعي، وهو ظاهر مذهب
الإمام أحمد، وإحدى الروايتين عن الإمام مالك بنقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
وهو قول القاضي خان في فتاويه في ترجمة مسائل كيفية القراءة، وقوله في باب غسل الميت: (ويكره رفع الصوت بالذكر)
فالظاهر أنه لمن يمشي مع الجنازة كما هو مذهب الشافعية، لا مطلقاً، وقال الألوسي أيضاً: واختار بعض المحققين أن المراد دون الجهر البالغ أو الزائد على قدر الحاجة فيكون الجهر المعتدل، والجهر بقدر الحاجة داخلاً في المأمور به؛ فقد صح ما يزيد على عشرين حديثاً في أنه
صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يجهر بالذكر، وصح عن أبي الزبير رضي الله عنه أنه سمع عبد الله بن الزبير يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من صلاته يقول بصوته الأعلى: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل” إلى أن قال:
وقد ألَّف الشيخ إبراهيم الكوراني عليه الرحمة في تحقيق هذه المسألة رسالتين جليلتين سمَّى أولاهما: “نثر الزهر في الذكر بالجهر”. وثانيتهما: “اتحاف المنيب الأواه بفضل الجهر بذكر الله”) روح المعاني” للعلامة الكبير الشيخ محمود الألوسي المتوفى سنة
1270هـ ج16/ص147 - 148
قال العلامة الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح:
(اختُلِفَ؛ هل الإسرار بالذكر أفضل؟ فقيل: نعم، لأحاديث كثيرة تدل عليه منها:
“خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي”. ولأن الإسرار أبلغ في الإخلاص، وأقرب إلى الإجابة. وقيل: الجهر أفضل لأحاديث كثيرة:
منها ما رواه ابن الزبير رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم من صلاته قال بصوته الأعلى: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله...” الحديث [رواه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواقع الصلاة، والترمذي في كتاب الصلاة].
وقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر من يقرأ القرآن في المسجد أن يُسمِع قراءته. وكان ابن عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يستمعون، لأنه أكثر عملاً، وأبلغ في التدَبُّر، ونفعه متعدٍ لإيقاظ قلوب الغافلين.
وجُمع بين الأحاديث الواردة بأن ذلك يختلف بحسب الأشخاص والأحوال؛ فمن خاف الرياء، أو تأذى به أحد كان الإسرار أفضل، ومتى فُقد ما ذكر كان الجهر أفضل. قال في “الفتاوي”: لا يُمنع من الجهر بالذكر في المساجد، احترازاً عن الدخول تحت قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجدَ اللهِ أنْ يذكر فيها اسمه} [البقرة: 114]. كذا في البزازية.
قال العلامة ابن علان شارح الأذكار في معنى هذا الحديث:
( والمعنى: إذا مررتم بجماعة يذكرون الله فاذكروا موافقة لهم، أو اسمعوا أذكارهم، فإنهم في رياض من الجنة حالاً أو مآلاً. قال تعالى: {ولمَنْ خافَ مقامَ ربِّهِ جنَّتانِ} [الرحمن: 46])
[“الفتوحات
الربانية على الأذكار النواوية” ج 1/94].
ومن كتاب الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله ( تفسير ابن كثير )
في شرحه للآية الكريمة ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
حدثنا محمد بن بشار, حدثنا عبد الرحمن, حدثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه, ولم يصلوا على نبيهم إِلا كان عليهم ترة يوم القيامة, فإن شاء عذبهم وإِن شاء غفر لهم» تفرد به الترمذي من هذا الوجه, ورواه الإمام أحمد عن حجاج ويزيد بن هارون كلاهما عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة, عن أبي هريرة مرفوعاً مثله, ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن.
ونص الشعراني في ذكر الذاكر للمذكور والشاكر للمشكور ما لفظه:
وأجمع العلماء سلفاً وخلفاً على استحباب ذكر الله تعالى جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلٌّ أو قارىء قرآن، كما هو مقرر في كتب الفقه
[“حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح” ص208].
وقال ابن عابدين في حاشيته الشهيرة:
(وفي الفتاوى الخيرية من الكراهية والاستحسان جاء في الحديث ما اقتضى طلب الجهر به نحو: “وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”. رواه الشيخان.
وهناك أحاديث اقتضت طلب الإسرار. والجمع بينهما: أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، كما جُمع بذلك بين أحاديث الجهر والإخفاء بالقراءة، ولا يعارض ذلك حديث “خير الذكر الخفي” لأنه حيث خيف الرياء، أو تأذي المصلين أو النيام، فإن خلا مما ذكر فقال بعض أهل العلم: إن الجهر أفضل، لأنه أكثر عملاً، ولتعدي فائدته إلى السامعين ويوقظ قلب الذاكر، فيجمع همه إلى الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويطرد النوم، ويزيد النشاط. ا.هـ ملخصاً وتمام الكلام هناك فراجعه،.
وفي حاشية الحموي عن الإمام الشعراني :
(أجمع العلماء سلفاً وخلفاً على استحباب ذكر الجماعة في المساجد وغيرها إلا أن يشوش جهرهم على نائم أو مصلٌّ أو قارىء) [“حاشية ابن عابدين” ج5/ص263].
وقال العلامة ابن عابدين في حاشيته في معرِضِ ذكر الله تعالى مع الجماعة:
(وقد شبه الإمام الغزالي ذكر الإنسان وحده وذكر الجماعة بأذان المنفرد وأذان الجماعة، قال: فكما أن أصوات المؤذنين جماعة تقطع جِرم الهواء أكثر من صوت المؤذن الواحد، كذلك ذكر الجماعة على قلب واحد أكثر تأثيراً في رفع الحجب الكثيفة من ذكر شخص واحد)
[“حاشية ابن عابدين” ج5/ص263].
وقال الطحطاوي في حاشيته:
(ونص الشعراني: أجمع العلماء سلفاً وخلفاً على استحباب ذكر الله تعالى جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوشَ جهرُهم بالذكر على نائم أو مصلٌّ أو قارىء قرآن، كما هو مقرر في كتب الفقه)
[“حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح” ص208].
الإمام السيوطي
له رسالة في الحاوي للفتاوي بعنوان
نتيجة الفكر بالجهر في الذكر
ابن تيمية يجيز الاجتماع على الذكر والجهر به
( مسألة 175 في رجل ينكر على أهل الذكر يقول لهم هذا الذكر بدعة وجهركم في الذكر بدعة وهم يفتتحون بالقرآن ويختتمون ثم يدعون للمسلمين الأحياء والأموات ويجمعون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم والمنكر يعمل السماع مرات بالتصفيق ويبطل الذكر في وقت عمل السماع
الجواب
الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات في الأوقات ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن لله ملائكة سياحين في الأرض فإذا مروا بقوم يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم وذكر الحديث وفيه وجدناهم يسبحونك ويحمدونك لكن ينبغي أن يكون هذا أحيانا في بعض الأوقات والأمكنة فلا يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إلا ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومة عليه في الجماعات من الصلوات الخمس في الجماعات ومن الجمعات والأعياد ونحو ذلك
وأما محافظة الإنسان على أوراد له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أو الدعاء طرفي النهار وزلفا من الليل وغير ذلك فهذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين من عباد الله قديما وحديثا فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فعل كذلك وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك كما كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون وكان عمر بن الخطاب يقول يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون وكان من الصحابة من يقول اجلسوا بنا نؤمن ساعة وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه التطوع في جماعة مرات وخرج على الصحابة من أهل الصفة وفيهم قارئ يقرأ فجلس معهم يستمع
وما يحصل عند السماع والذكر المشروع من وجل القلب ودمع العين واقشعرار الجسوم فهذا أفضل الأحوال التي نطق بها الكتاب والسنة
وأما الاضطراب الشديد والغشي والموت والصيحات
فهذا إن كان صاحبه مغلوبا عليه لم يلم عليه كما قد كان يكون في التابعين ومن بعدهم فإن منشأه قوة الوارد على القلب مع ضعف القلب والقوة والتمكن أفضل كما هو حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأما السكون قسوة وجفاء فهذا مذموم لا خير فيه وأما ما ذكر من السماع فالمشروع الذي تصلح به القلوب ويكون وسيلتها إلى ربها بصلة ما بينه وبينها هو سماع كتاب الله الذي هو سماع خيار هذه الأمة لا سيما وقد قال صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقال زينوا القرآن بأصواتكم وهو السماع الممدوح في الكتاب والسنة لكن لما نسي بعض الأمة حظا من هذا السماع الذي ذكروا به ألقي بينهم العداوة والبغضاء فأحدث قوم سماع القصائد والتصفيق والغناء مضاهاة لما ذمه الله من المكاء والتصدية والمشابهة لما ابتدعه النصارى وقابلهم قوم قست قلوبهم عن ذكر الله وما نزل من الحق وقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة مضاهاة لما عابه الله على اليهود والدين الوسط هو ما عليه خيار هذه الأمة قديما وحديثا و الله أعلم )
مجموع الفتاوى 22 \ 522
قال الشربيني في مغني المحتاج 4/429 :
(ولا بأس بالإدارة للقراءة بأن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها
ولا بأس بترديد الآية للتدبر
ولا باجتماع الجماعة في القراءة
ولا بقراءته بالألحان
فإن أفرط في المد والإشباع حتى ولد حروفا من الحركات أو أسقط حروفا حرم ويفسق به القارىء ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم كما نقله في الروضة عن الماوردي ) اه
وقال النووي في المجموع 2/189:
( لا كراهة في قراءة الجماعة مجتمعين بل هي مستحبة ، وكذا الإدارة وهي أن يقرأ بعضهم جزءا أو سورة مثلا ويسكت بعضهم ، ثم يقرأ الساكتون ويسكت القارئون ، وقد ذكرت دلائله في التبيان ، وللقارئين مجتمعين آداب كثيرة منها ما سبق في آداب القارىء وحده ) اه
وقال في الروضة 11/228 :
( ولا بأس بترديد الآية للتدبر
ولا باجتماع الجماعة في القراءة
ولا بإدارتها وهو أن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها
وقد أوضحت هذا كله وما يتعلق به من النفائس في آداب حملة القرآن والله أعلم ) اه
وقال في التبيان في آداب حملة القرآن ص 36 :
(( فصل )
في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين
وفضل القارئين من الجماعة والسامعين
وبيان فضل من جمعهم عليها وحرضهم وندبهم إليها :
أعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهر فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من [ رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما انه قال ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ]
قال الترمذي : حديث حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ]
رواه مسلم و أبوداود باسناد صحيح على شرط البخاري و مسلم
وعن معاوية رضي الله عنه [ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما سجلكم ؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للاسلام ومن علينا به فقا ل : أتاني جبريل عليه السلام فاخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة ]
رواه الترمذي و النسائي وقال الترمذي : حديث حسن صحيح
والأحاديث في هذا كثيرة
وروى الدارمي باسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من أستمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا
وروى ابن أبي داود : أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرءون جميعا
وروى ابن أبي داود فعل الدراسة مجتمعين عن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين
وعن حيان بن عطية و الأوزاعي أنهما قالا : أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن اسمعيل في قدمته على عبد الملك
وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب : أنه أنكر هذه الدراسة وقال ما رأيت ولا سمعت وقد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عنه : يعني ما رأيت أحدأ فعلها
وعن وهب قال : قلت لمالك أرأيت القوم يجتمعون فيقرءون جميعا سورة واحدة حتى يختموها ؟ فأنكر ذلك وعابه وقال ليس هكذا تضيع الناس إنما كان يقرأ الرجل على الآخر يعرضة
فهذا الإنكار منهما مخالف لما عليه السلف والخلف ولما يقتضية الدليل فهو متروك والاعتماد على ما تقدم من استحابها ) اه
وقال البهوتي رحمه الله في شرح المنتهى 1/254:
( ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد ) اه
وفي كشاف القناع 1/432 ومطالب أولى النهى 1/598:
( وحكى الشيخ عن أكثر العلماء أنها ) أي قراءة الإدارة ( حسنة كالقراءة مجتمعين بصوت واحد )
ولو اجتمع القوم لقراءة ودعاء وذكر فعنه وأي شيء أحسن منه كما قالت الأنصار وعنه لا بأس وعنه محدث ونقل ابن منصور ما أكرهه إذا اجتمعوا على غير وعد إلا أن يكثروا قال ابن منصور يعني يتخذوه عادة وكرهه مالك ) اه
وقال الخادمي في البريقة المحمودية 3/270:
( وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها
وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهرا عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون ) اه
وقال ملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 5/145 :
( وفيه [ أي حديث الملائكة السياحين ] دلالة على أن للإجتماع على الذكر مزية ومرتبة ) اه
وفي حاشية ابن عابدين5/263:
( وقد شبه الإمام الغزالي ذكر الإنسان وحده وذكر الجماعة بأذان المنفرد وأذان الجماعة، قال: فكما أن أصوات المؤذنين جماعة تقطع جِرم الهواء أكثر من صوت المؤذن الواحد، كذلك ذكر الجماعة على قلب واحد أكثر تأثيراً في رفع الحجب الكثيفة من ذكر شخص واحد) اه
ما سبق ذكره يجري في الذكر الجماعي والدعاء الجماعي والقراءة الجماعية للقرآن والتلبية الجماعية فكما يجوز التكبير الجماعي عند الجمهور كذلك يجوز الذكر الجماعي والدعاء الجماعي والقراءة الجماعية والتلبية الجماعية
مناقشة أدلة المخالفين
1- مجالس الذكر هي الصلاة ومجالس العلم
نقول: من قال أن مجالس الذكر هي الصلاة أو مجالس العلم فقط فقد تعسف فان الله تعالى فصل بينهما
قال تعالى
( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) النساء 103
وقال أيضاً: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرضِ وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً )
وقال تعالى: {واذكرْ ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار) [آل عمران: 41].
فالرحمن نص على أن الذكر هنا ليس هو الصلاة وليس هو العلم ولكنه التعبد باسماءه الحسنى والذكر لانه لو أطلق لفظ الذكر على غير مخصص ملحوظ فقد أريد به كل ما ذكر الله تعالى فيه او به سواء كان صلاة أو علما أو قرانا أو تسبيحا أو تهليلا أو تكبيرا فاي من ذلك هو مشمول بعموم النص ومستحق الثواب.
فتخصيص المعترض الذكر في جميع الأحاديث والآيات بمجالس العلم هو من السفه والله ويدل على ضحالة العلم.
في صحيح مسلم عن أبي هريرة(سبق المفردون) قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال"الذاكرون الله كثيرا والذاكرات"
صحيح مسلم 2676\2
وكما ورد في حديث ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام،
فهذا يدل على أن الذكر ليس الصلاة ولا مجالس العلم فقط
وتفسير الحديث بمجالس القرآن والعلم خلاف الظاهر، وحصر للفظ الذكر في بعض معانيه دون دليل وإلغاء لوجود الحمد الذي صرحوا به، وقد تقدم في الحديث تسمية الاجتماع على التسبيح ونحوه مجالس الذكر، مع أن الملائكة لم يذكروا فيها القرآن ولا العلم، وإنما ذكروا التسبيح وأمثاله
وكذلك حديث فضل حلق الذكر الطويل المتفق عليه ( يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك )
وقد أطلقت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة كلمة “الذكر” على عدة معان:
1 فتارة قُصِدَ بها القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {إنَّا نحن نزّلنا الذِّكرَ وإنّا لهُ لَحافظونَ} [الحجر: 9].
2 وتارة قُصِدَ بها صلاة الجمعة: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِيَ للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوا إلى ذكرِ اللهِ} [الجمعة: 9].
3 وفي موطن آخر عُنِيَ بها العلم: {فاسألوا أهل الذكر إنْ كنتم لا تعلمونَ} [الأنبياء: 7].
4 وفي معظم النصوص أُريدَ بكلمة “الذكر” التسبيحُ والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وما إلى هنالك من الصيَغ،
كما في قوله تعالى: {فإذا قَضيتُمُ الصلاةَ فاذكروا اللهَ قياماً وقعوداً وعلى جنوبِكُم} [النساء: 102].
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتُمْ فِئةً فاثبتوا واذكروا اللهَ كثيراً} [الأنفال: 45].
وقوله تعالى: {واذكُرِ اسمَ ربِّكَ وتَبَتَّلْ إليهِ تبتيلاً} [المزمل: 8].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذَكرني وتحركت بي شفتاه”
[رواه ابن ماجه في كتاب الأدب وابن حبان في صحيحه. والإمام أحمد في مسنده والحاكم كما في “فيض القدير” ج1/ص309].
- وعن عبد الله بن بِسر أن رجلاً قال:
(يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كَثُرَتْ عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به). قال: “لا يزال لسانُك رَطْباً من ذكر الله”
[رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن].
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بكرةً وأصيلاً} [الأحزاب: 41 -42].
4 - وقال تعالى: {واذكرْ ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار) [آل عمران: 41].
5 - وقال عز من قائل: {الذين آمنوا وتممئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28].
6 - قال أيضاً: {واذكُرِ اسمَ ربك بكرة وأصيلاً} [الدهر: 25].
7 - وقال أيضاً: {واذكر اسم ربك وتبت إليه تبتيلاً} [المزمل: 8].
8 - وقال جل شأنه: {ولذكر الله أكبرُ} [العنكبوت: 45].
9 - وقال أيضاً: {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم} [النساء: 103].
10 - وقال أيضاً: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرضِ وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً )
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 11/212 :
( ويؤخذ من مجموع هذه الطرق المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة
وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر
والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة حسب وان كانت قراءة الحديث ومدارسه العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى ) اه
2- هذه الأحاديث في الاجتماع على الذكر وليست في الذكر الجماعي
فالجواب :
ما قاله الشيخ احمد زروق المالكي في قواعده ص 118 حيث قال :
( فإن قيل : يجتمعون وكل على ذكره
فالجواب : إن كان سرا فجدواه غير ظاهرة وإن كان جهرا وكل على ذكره فلا يخفى ما فيه من إساءة الأدب بالتخليط وغيره مما لا يسوغ في حديث الناس فضلا عن ذكر الله فلزم جوازه بل ندبه بشرطه ) اه
على أننا نقول :
أين هي مجالس الاجتماع على الذكر ولو من غير ذكر جماعي ؟!
3- اثر ابن مسعود
قال سيف العصري في كتابه النقول الصحيحة من ص185 إلى ص191 :
قد أكثر نفاة الذكر الجماعي من الاحتجاج بأثر عبد الله بن مسعود، وهو أثر حكم الأئمة عليه بالضعف، وقبل أن أورد كلام الأئمة أحب أن أقف مع أسانيد هذا الأثر وقفات ليبين للمنصف حال هذا الأثر الذي اعتمد عليه فئات من الناس في الإنكار على الذكر الجماعي والسبحة، وأصبحوا يكررونه في كلِّ نادٍ، ويطيرون به كل مطار، وهم مع ذلك ينكرون على غيرهم التمسك بالضعيف، ولكن إذا كان الضعيف ينصر رأيهم فلا بأس من الاحتجاج به ولوكان هذا الضعيف يعارض طائفة من الأحاديث الصحيحة ، وأعود إلى الموضوع فأقول:
روى هذا الأثر عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في معجمه الكبير، قالالطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان أنا عطاء بن السائب لا أعلمه إلا عن أبي البختري قال بلغ عبد الله بن مسعود : أن قوما يقعدون من المغرب إلى العشاء يسبحون يقولون: قولوا كذا، وقولوا: كذا قال عبد الله: إن قعدوا فآذنوني، فلما جلسوا أتوه، فانطلق فدخل معهم فجلس وعليه برنس، فأخذوا في تسبيحهم فحسر عبد الله عن رأسه البرنس وقال: أنا عبد الله بن مسعود. فسكت القوم فقال: لقد جئتم ببدعة وظلماء، أو لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم علما، فقال رجل من بني تميم: ما جئنا ببدعة ظلماء ولا فضلنا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم علما.
فقال عمرو بن عتبة بن فرقد أستغفر الله يا بن مسعود وأتوب إليه فأمرهم أن يتفرقوا.
قال ورأى بن مسعود حلقتين في مسجد الكوفة فقام منهما: فقال أيتكما كانت قبل صاحبتها. قالت إحداهما: نحن فقال للأخرى: قوما إليها فجعلهم واحدة.
وإذا تأملنا سند هذا الأثر، وجدنا ما يلي :
أولاً : أن إسحاق بن إبراهيم الدبري وإن كان صدوقاً إلاَّ أن سماعه من عبد الرزاق كان بعد اختلاط عبد الرزاق، فإن الإمام عبد الرزاق توفي وعُمُر الدبري ست أو سبع سنين، فمتى سيكون سماعه منه إلا في السنتين الأخيرتين من حياة عبد الرزاق.
قال العلامة إبراهيم بن موسى الأبناسي في الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (2/747):
قلت وقد وجدت فيما روي عن الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق أحاديث استنكرتها جداً،فأحلت أمرها على ذلك، فإن سماع الدبري منه متأخر جداً، قال إبراهيم الحربي مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين.اهـ
وقال العلامة المحدث السخاوي في فتح المغيث (3/377):
وقال شيخنا – ابن حجر العسقلاني - المناكير الواقعة في حديث الدبريإنما سببها أنه سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه، فما يوجد من حديث الدبري عن عبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة، إلا إن صحف وحرف.اهـ
ولعل من صحح رواية الدبري عن عبد الرزاق لكون الدبري إنما حدث عن عبد الرزاق من كتبه لا من حفظه.
ثانياً : أن جعفر بن سليمان الضبعي سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، كما قرره الإمام الذهبي في الكواكب النيرات (ص61): حكموا بتوثيقه – أي عطاء - وصلاحه وباختلاطه، اختلط في آخر عمره قال أحمد بن حنبل ثقة رجل صالح من سمع منه قديما فسماعه صحيح ومن سمع منه حديثا فسماعه ليس بشيء ... وممن سمع منه – أي من عطاء - أيضا بأخرة من البصرين جعفر بن سليمان الضبعي.اهـ
ثالثاً : أن في رواية عطاء بن السائب عن أبي البختري ضعفاً، قال الذهبي في الكواكب النيرات (ص61): وقال إسماعيل بن علية: قال لي شعبة: ما حدثك عطاء عن رجاله زاذان وميسرة وأبي البختري فلا تكتبه، وما حدثك عن رجل بعينه فاكتبه.اهـ
وعليه فلا يمكن لهذا السند أن يكون صحيحاً.
وأما مارواه ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها (ص21) قال :
أنا أسد عن جرير بن حازم عن الصلتبن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله، ثم قال : لقد سبقتم، ركبتم بدعة ظلماً، أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم علماً.
فإسناده ضعيف للانقطاع الذي بين الصلت بن بهرام وابن مسعود رضي الله عنه، فإن ابن مسعود مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين على ما رجحه ابن حجر رحمه الله في الإصابة، والصلت بن بهرام من أتباع التابعين، وليس لهرواية عن الصحابة المتأخرين، فضلا عن أن يكون له رواية عن عبد الله بن مسعود الذي توفي في خلافة عمر رضي الله عنه، وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني الصلت في أتباع التابعين كما في التهذيب (4/432) .
وروى هذا الأثر أيضاً ابن وضاح من طريق أبان ابن أبي عياش ، وهو كذابٌ، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/134): قالشعبة: لأن أرتكب سبعين كبيرة أحبَّ إليَّ مِنْ أن أحدث عن أبان بن أبى عياش.اهـ
وقال الإمام النسائي في الضعفاء والمتروكين (ص14) : أبان بن أبي عياش متروك الحديث وهو أبان بن فيروز أبو إسماعيل.اهـ
ورواه ابن وضاح أيضاً في البدع والنهي عنها (ص11) قال:
أنا أسد عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر ،عن يسار أبي الحكم أن عبد الله ابن مسعود حدث : أن أناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصى ، قال : فلم يزل يحص بهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ، ويقول : لقد أحدثتم بدعة ظلماً ، أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم علماً .
وهذا الإسناد ضعيف أيضاً للانقطاع بين سيار أبي الحكم وعبد الله ابن مسعود، فإن سيار من أتباع التابعين كما حكى ذلك الحافظ ابن حجر في التهذيب (4/291) .
ورواه ابن وضاح أيضاً قال: حدثني إبراهيم بن محمد، عن حرملة، عن ابن وهب، قال: حدثني ابن سمعان قال: بلغنا عن ابن مسعود أنه رأى أناساً يسبحون بالحصى فقال : على الله تحصون ، سبقتم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم علماً ، أو لقد أحدثتم بدعة ظلماً. اهـ
وهذا إسنادٌ باطل،إذ في إسناده عبد الله بن زياد بن سمعان وهو كذاب، قال ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل (5/60) : عن عبد الرحمن بن القاسم قال: سألت مالكاً عن بن سمعان فقال كذَّابٌ ... قال يحيى بن معين: حدثنا الحجاج بن محمد الأعور عن أبى عبيدة يعنى عبد الواحد بن واصل قال: كان عنده بن سمعان ومحمد بن إسحاق فقال بن سمعان: حدثني مجاهدٌ. فقال بن إسحاق: كَذَبَ والله، أنا أكبر منه، وما رأيت مجاهداً.اهـ
وأما ما رواه الإمام الدارمي في سننه قال : أخبرنا الحكم بن المبارك أنا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيراً، قال: فما هو. فقال: إن عشت فستراه، قال رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصا،فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائةً، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة. ويقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة. قال: فماذا قلت لهم ؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك، أو انتظار أمرك. قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم، وضمنْتُ لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذاا لذي أراكم تصنعون. قالوا: يا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيءٌ، ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل،وأنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمدٍ أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
فهو حديث لا يصح إذْ في سنده عمرو بن يحيى بن عمرو، وقد ضعفه ابنُ معين وابنُ خراش وابنُ عدي. قال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال (4/378) : عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة،قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، قد رأيته، وذكره بن عدي مختصراً. انتهى،
وقال بنخراش: ليس بمرضي. وقال بن عدي: ليس له كبير شيء، ولم يحضرني له شيء.اهـ
وقال ابن الجوزي رحمه الله في الضعفاء والمتروكين (2/233) : عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، قال يحيى –ابن معين- : ليس حديثه بشيء وقال مرة لم يكن بمرضي.اهـ
ونقل ابن حجر في لسان الميزان (4\378) عن ابن خراش قوله عنه: «ليس بمرضي».
وقدأخطأ من ظنه عمر بن يحيى، وانظر كتاب إتمام الاهتمام بمسند أبي محمد بن بهرام (الدارمي)، رسالة "الحطة برجال الدارمي خارج الكتب الستة" (ص687).
أضف إلى ذلك الاختلاف في توثيق الحكم بن مبارك، فقد رماه ابن عدي بسرقة الحديث، ووثقه الإمام أحمد وابن منده، وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال (2/345).
وعموماً فهذا الأثربما فيه من كلام لا يمكن بحالٍ أن يعارض ما صح من الأحاديث الثابتة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدالة على استحباب الذكر الجماعي – والتي سبق ذكرها - لأمور:
أولها: عدم صحة أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
ثانيها: على افتراض صحته، فهو لا يقاوم الأحاديث، بل الأحاديث مقدمة عليه عند التعارض قطعا،لأنه فعل صحابي وليس بحجة، وإنما الحجة في الكتاب والسنة.
ثالثها: أنه محمول على أن أولئك كانوا يجهرون جهرا بالغاً، ولذا توجه النهي لهم.
رابعها: أنهم كانوا يؤذون من في المسجد برفعهم الأصوات.
خامسها: أنه قد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه في نفس الأثر الذي رواه الطبراني أنه أمر الحلقة المتأخرة بالإنضمام إلى الحلقة المتقدمة، ولو كان التحلُّق للذكر بدعةً، لما رضي عبد الله بن مسعود بحلقة ولاأكثر.
سادسها: أنه قد نفى ذلك عنه التابعي أبو وائل فقال هؤلاء الذين يزعمون أنعبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه.
وإليك أيها القارئ الكريم بعض كلام أهل العلم في هذا الأثر:
قال الإمام السيوطي رحمهالله تعالى في الحاوي للفتاوي (1/379):
فإن قلت، فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قومايهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد. قلت: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه.
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (1/177): وأما مانقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد, فلم يصح عنه بل لم يرد; ومن ثم أخرج أحمد عن أبي وائل قال: هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ; ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.انتهى
وقال الإمام المحدث المناوي في فيض القدير (1/457) :
وأما ما نقل عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما اراكم إلا مبتدعين وأمر بإخراجهم فغير ثابت . وبفرض ثبوته يعارضه ما في كتاب الزهد لأحمد عن شقيق بن أبي وائل قال هؤلاء الذي نيزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالسته مجلسا قط إلا ذكر الله فيه.اهـ
وقال العلامة الألوسي رحمه الله في روح المعاني (6/163) :
وما ذكر في الواقعات عن ابن مسعود من أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما اراكم إلا مبتدعين حتى أخرجه من المسجد لا يصح عند الحفاظ من الأئمة المحدثين وعلى فرض صحته هو معارض بما يدل على ثبوت الجهر منه رضي الله تعالى عنه مما رواه غير واحد من الحفاظ أو محمول على الجهر البالغ. اهـ
2- الأثر المنسوب إلى عمر رضي الله عنه.
حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي عثمان قال كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه أن هاهنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير فكتب إليه عمر أقبل وأقبل بهم معك فأقبل وقال عمر للبواب أعد لي سوطا فلما دخلوا على عمر أقبل على أميرهم ضربا بالسوط فقال يا عمر إنـّا لسنا أولئك الذين يعني أولئك قوم يأتون من قبل المشرق. مصنف ابن أبي شيبة (5\290).
معاوية بن هشام: قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: صالح وليس بذاك. تهذيب الكمال (28\220). و قال عنه إبن حجر العسقلاني: صدوق له أوهام. تقريب التهذيب (1\538). قال عثمان بن أبي شيبة: معاوية بن هشام رجل صدق وليس بحجة. وقال الساجي صدوق يهم. قال أحمد بن حنبل هو كثير الخطأ. تهذيب التهذيب (10\196).
سعيد بن إياس الجريري: اختلط في آخر عمره. قال يحيى بن سعيد لا ترو عنه. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1\314).
و هذا الأثر لا علاقة له بموضوعنا إذ ليس فيه إشارة للذكر فضلاً أن يكون جماعياً، و إنكار عمر بن الخطاب كان لدعائهم للأمير.
ومما سبق يعلم أن التجمع لذكر الله بقراءة القرآن، أو مدارسة العلم، أو التسبيح والتهليل والتحميد من السنن التي حث عليها ربنا في كتابه العزيز، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وكذلك الجهر بالذكر هو من السنة النبوية الشريفة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذكر الجماعي والجهر بالذكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــات علي بن خـــــــزان :: قسم المنتديات العامة :: مكتبة بن خزان للأرشيف و المخطوطات-
انتقل الى: