شكرا الاخ فرحات بارك الله فيك وجزاك الله كل خبر
ما أروع الحكم وما أدق الكلام في تاريخ البشر ولا أدل منها الي طريق الوحدة الالهية
بعد أحاديث المصطفي صلي الله عليه وسلم
شرح بعض الحكم
ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك.
أي ربما أعطاك مولاك ما تميل إليه من الشهوات فمنعك التوفيق لعظيم القرب والطاعات . وربما منعك من شهواتك فأعطاك التوفيق الذي هو بغية السالك . وحينئذ فيجب على المريد ترك التدبير وتفويض الأمر إلى العليم الخبير . ولا ينظر لظاهر العطاء قبل أن ينكشف عنه الغطاء.
متى فتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع عين العطاء.
أي متى فتح لك مولاك باب الفهم عنه في المنع بأن فهمت أنه بمنعه أشهدك قهره وعرفت حكمته فيه عاد المنع أي صار عين العطاء . كما سيقول المصنف : متى أعطاك أشهدك بره ومتى منعك أشهدك قهره.
أنعم عليك أولاً بالإيجاد وثانياً بتوالي الإمداد.
وقد وجه الكلام في هذه الحكمة على طريق الخطاب ليستحضرهما الإنسان في نفسه ويعلم أن الإمداد متواصل لا يتخلله انقطاع فيعرف من نفسه الفاقة الذاتية.